في شهر فبراير، أطلقنا سلسلة “كيف نستقبل المستقبل” ضمن استوديو بيتا، حيث قدّمنا ثلاثة ويبينارات متميزة استضفنا خلالها ثلاثة خبراء بارزين من مجالات ريادة الأعمال، التكنولوجيا، والتطوير الرقمي. تناولت هذه اللقاءات مواضيع جوهرية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا اليومية، استراتيجيات التعامل مع الأدوات الرقمية بذكاء، والتفاعل المتطور بين الإنسان والآلة. ركّزت اللقاءات على محاور رئيسية مثل التكيف مع التغيرات التكنولوجية، بناء استراتيجيات عملية لاختيار الأدوات الرقمية، واستكشاف آفاق جديدة في التفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي. من خلال هذه السلسلة، فتحنا بابًا للنقاش والتعلّم حول كيفية استقبال المستقبل بثقة ووعي، مع التركيز على تمكين المعلمين وصناع التغيير من التعامل بفعالية مع التطورات السريعة في العالم الرقمي.
ملخص اللقاء الثاني:
في هذا اللقاء، تناولنا مشكلة يعاني منها كثيرون في عالم الذكاء الاصطناعي: التشتت والضغط الناتج عن كثرة الأدوات والتحديثات السريعة. بدأ الأستاذ أنس السرابطة بتوضيح كيف أن الكم الهائل من الأدوات يمكن أن يصبح عبئًا بدلًا من أن يكون ميزة، إذا لم نكن نمتلك استراتيجية واضحة في التعامل معه. من هنا، طرح مفهوم “أداة الحد الأدنى القابلة للتطبيق”، وهي فكرة تدعو إلى تبني أقل عدد ممكن من الأدوات، لكن مع إتقانها بشكل كامل.
تم استعراض نموذج عملي لتحديد الأدوات المناسبة بناءً على احتياجات كل شخص، وذلك من خلال تقييم مدى فعاليتها وسهولة استخدامها. كما ركّزنا على أهمية بناء قاعدة بيانات للأوامر المتكررة (Prompts) لتجنب هدر الوقت في إعادة كتابة نفس التعليمات مرارًا.
ما تعلمناه:
- لا يجب أن نقع في فخ تجربة كل أداة جديدة، بل علينا اختيار الأدوات التي تلائم احتياجاتنا الفعلية والتركيز على إتقانها.
- الاستراتيجية الفعالة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي تعتمد على تحديد المهام الأكثر أهمية، ثم اختيار الأدوات التي تلبي هذه الاحتياجات بشكل مباشر.
- تنظيم المعلومات وتلخيصها باستخدام أدوات مثل Google NotebookLM يمكن أن يساعد في تقليل التشتت وتحسين الكفاءة.
اقتباس مميز من اللقاء:
“نحن لا نعيش في عصر التكنولوجيا فقط؛ نحن نعيش في عصر الذكاء البشري الذي يعرف متى يستخدم التكنولوجيا ومتى يتوقف عن استخدامها.”
كانت هذه السلسلة فرصة حقيقية لفهم كيفية استقبال المستقبل بوعي وإيجابية. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل منظومة متكاملة يمكننا الاستفادة منها بطرق متعددة، بشرط أن نتقن استخدامها ونحدد أهدافنا منها. التحدي ليس في التطور التكنولوجي بحد ذاته، بل في مدى قدرتنا على التأقلم معه والاستفادة القصوى من إمكانياته. لا يتعلق الأمر بالكمية، بل بالجودة: جودة الأدوات التي نختارها، جودة أسلوب تواصلنا مع الذكاء الاصطناعي، وجودة الاستراتيجيات التي نعتمدها في حياتنا اليومية والمهنية.