في شهر فبراير، أطلقنا سلسلة “كيف نستقبل المستقبل” ضمن استوديو بيتا، حيث قدّمنا ثلاثة ويبينارات متميزة استضفنا خلالها ثلاثة خبراء بارزين من مجالات ريادة الأعمال، التكنولوجيا، والتطوير الرقمي. تناولت هذه اللقاءات مواضيع جوهرية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا اليومية، استراتيجيات التعامل مع الأدوات الرقمية بذكاء، والتفاعل المتطور بين الإنسان والآلة. ركّزت اللقاءات على محاور رئيسية مثل التكيف مع التغيرات التكنولوجية، بناء استراتيجيات عملية لاختيار الأدوات الرقمية، واستكشاف آفاق جديدة في التفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي. من خلال هذه السلسلة، فتحنا بابًا للنقاش والتعلّم حول كيفية استقبال المستقبل بثقة ووعي، مع التركيز على تمكين المعلمين وصناع التغيير من التعامل بفعالية مع التطورات السريعة في العالم الرقمي.
ملخص اللقاء الأول:
افتتحنا أولى لقاءات السلسلة بنقاش موسع حول مفهوم الذكاء الاصطناعي وكيف أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بدأ اللقاء بتوضيح كيف أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا متقدمة، بل هو تطور طبيعي لاحتياجات الإنسان في تحسين الإنتاجية وتبسيط العمليات. استعرض الأستاذ أحمد بركات المراحل المختلفة لتطور التكنولوجيا، بدءًا من الثورة الصناعية الأولى وحتى وصولنا إلى الذكاء الاصطناعي المتطور اليوم. ركّزنا على كيف أن كثيرًا من خدماتنا اليومية – من التسويق الإلكتروني إلى الملاحة الذكية والأنظمة البنكية – باتت تعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي دون أن ننتبه.
كما تطرّق اللقاء إلى السيناريوهات المحتملة خلال السنوات القادمة، حيث طلبنا من المشاركين تخيّل كيف ستبدو الوظائف والخدمات بعد عقد من الزمن. كانت هناك مناقشات غنية حول كيف يمكننا التكيّف مع هذه التغييرات، بدلاً من مقاومتها، مما قادنا إلى النقطة الجوهرية للقاء: أهمية فهم الذكاء الاصطناعي كأداة تُساعدنا بدلاً من أن تحلّ محلّنا.
ما تعلمناه:
- الذكاء الاصطناعي ليس مجرد رفاهية أو أداة مستقبلية، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من مختلف القطاعات، حتى في تفاصيل حياتنا البسيطة.
- بدلاً من الخوف من فقدان الوظائف، علينا التفكير في كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين أعمالنا وتطوير مهاراتنا.
- المستقبل سيعتمد بشكل كبير على مدى قدرتنا على التكيّف وتعلّم كيفية التعامل مع الأدوات الذكية بكفاءة.
اقتباس مميز من اللقاء:
“الذكاء الاصطناعي مش جاي عشان يستبدلنا، وإنما ليساعدنا، وإحنا إذا بنفهمه وبنوظفه صح، بنستفيد منه كثير.”
كانت هذه السلسلة فرصة حقيقية لفهم كيفية استقبال المستقبل بوعي وإيجابية. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل منظومة متكاملة يمكننا الاستفادة منها بطرق متعددة، بشرط أن نتقن استخدامها ونحدد أهدافنا منها. التحدي ليس في التطور التكنولوجي بحد ذاته، بل في مدى قدرتنا على التأقلم معه والاستفادة القصوى من إمكانياته. لا يتعلق الأمر بالكمية، بل بالجودة: جودة الأدوات التي نختارها، جودة أسلوب تواصلنا مع الذكاء الاصطناعي، وجودة الاستراتيجيات التي نعتمدها في حياتنا اليومية والمهنية.